عبد المجيد تبون.. طريقة حكم
أعلن اليوم، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ترشحه لعهدة رئاسية ثانية تحسبا للانتخابات الرئاسية المقررة في السابع سبتمبر المقبل.
وسيخوض السيد عبد المجيد تبون غمار الانتخابات الرئاسية في ظرف تاريخي استثنائي يتميز برهانات متعددة تواجه الجزائر على المستويين الداخلي والدولي. وهذه المرحلة بالخصوص تتطلب رجالا ذوي حنكة وشجاعة ورؤية واضحة المعالم لمستقبل الجزائر، أي رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معاني ودلالات.
هذه التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمناخية والجيواستراتيجية، والتي تؤكد حساسية المرحلة، لا تخفى عن الجزائريين وهم المتابعين والمهتمين بأدق تفاصيل التطورات الحاصلة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ومن أبلغ مؤشرات اهتمام المواطن الجزائري بالشأن العام، انتظاره الشغوف لقرارات مجلس الوزراء، مثلما ذكر الرئيس تبون، مترقبا لمكاسب وتحولات تؤثر بشكل مباشرة وسريع في حياته اليومية، إلى جانب الثقة التي عادت إليه شيئا فشيئا، وهذا ما تجلى بشكل واضح وصريح في لقاءات رئيس الجمهورية مع ممثلي المجتمع المدني لدى زياراته لمختلف ولايات الوطن، ومن خلال استقباله من طرف المواطنين أو هتافات الجماهير الرياضية.
لقد أعطى الرئيس تبون خلال عهدته الرئاسية طابعا خاصا تميز بالصراحة والعفوية في الحديث، بعد سنوات طويلة من النفاق السياسي، والتعالي على الشعب السيد. سلوك رئاسي جديد استحسنه الشعب، فلقاءاته الدورية مع ممثلي وسائل الإعلام، واجتماعاته مع الولاة، ومختلف النشاطات الرئاسية، وحتى في لقاءاته مع أفراد الجالية الجزائرية في الخارج بمناسبة زياراته لمختلف الدول، كانت توحي كلها بأنّ من أهم ما أنجزه السيد عبد المحيد تكون و منذ تسلمه مفاتيح قصر المرادية، هو رسمه لصورة جديدة في طريقة الحكم، الشعب فيها هو “الألفا” و “الأموغيا” في كل خطوة تخطوها الدولة.
عبارات خاطفة مثل قوله لدى ممارسة واجبه الانتخابي في التعديل الدستوري 2020، :” أنا أؤمن إيماناً قوياً بالمادة السابعة من الدستور، إنّ السلطة للشعب ويمارسها من خلال من ينتخبه”، أو عندما قال خلال افتتاح السنة القضائية “إنني آليت على نفسي أن أجعل من استرجاع كرامة المواطن حرباً لا تهدأ ” وأخرى مثل “جزائر العرق، جزائر الشفافية، جزائر الجزائريين الذين مالهم حلال”، أو حتى عبارة “الجزائر تسير بحزم وعزم وإرادة الوطنيين المخلصين”، كلها ليست صادقة فحسب، وإنّما جلها تجسّد مثلما تجسّدت التزاماته الـ 54 عندما ترشّح للانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2019.
لعلّ أبرز القرارات كانت تلك المتعلقة بتحسين حياة المواطنين عامة والطبقات الهشة على الخصوص، منها رفع المعاشات والحد الأدنى للأجور وإقرار منحة البطالة للشباب العاطل عن العمل، لتكون الجزائر بذلك أول دولة خارج أوروبا تقرّ مثل هذه المنح، كما أنّ قرارات رفع الأجور في كل مرة كانت أيضا حاسمة في التصدي لارتفاع نسب التضخم في العالم بسبب أزمة كورونا والحرب في أوكرانيا.
وبينما سجّلت أغلب دول العالم تراجع اقتصاداتها كانت المؤشرات الكلية للاقتصاد الجزائري إيجابية، وآخرها نسبة النمو المسجلة في السنة الماضية والتي ستتدعّم خلال السنة الجارية، وذلك باعتراف كبرى المؤسسات المالية العالمية على غرار صندوق النقد الدولي وتقرير البنك العالمي.
من جهة أخرى، تمكّنت الجزائر من إطلاق مشاريع كبرى تنموية كانت حبراً على ورق لسنوات طويلة، مثلما كان الحال مع غارا جبيلات وإطلاق مشروع السكة الحديدية على طول أزيد من 800 كلم الذي يربط كل من بشار وتندوف.
ولقد تلقى المواطن الجزائري بارتياح كبير الأرقام المسجلة في قطاع الفلاحة وعلى الخصوص في شعبة الحبوب، أين فاق الإنتاج كل التوقعات وأثار غيرة الأعداء.
ولقد كانت عملية توزيع أكثر من ربع مليون وحدة سكنية في الخامس جويلية الجاري وقرار إطلاق برنامج عدل 3، تأكيداً مرة أخرى على البعد الاجتماعي للجزائر وصون كرامة المواطن، التي كما قال الرئيس تبدأ من توفير سقف يحتمي به.
الجزائر كانت عاصمة لمختلف الأحداث الدولية الكبرى على غرار القمة العربية المنعقدة في أول نوفمبر 2022 وقمة الغاز المنعقدة في مارس 2023 دون نسيان تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران وكأسي إفريقيا للمحليين والأشبال.
وكان حضور الجزائر قوياً جداً في المحافل الدولية أبرزها خطاب رئيس الجمهورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أكّد التزام الجزائر بمبادئها الثابتة في نصرة القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
ولعل مصادقة غالبية دول العالم على عضوية فلسطين في جمعية الأمم المتحدة، كان شاهداً على دعم الجزائر المتواصل في كل الاجتماعات، مثلما كان عليه الأمر في مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة تنديداً بالاعتداءات الصهيونية وانتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة.
والكل شاهد الصور التي جاءت من إيطاليا خلال اجتماع دول المجموعة السبع، التي كان فيها رئيس الجمهورية محل أنظار العالم، خصوصاً في لقاءاته مع كبار قادة العالم.
لقد فتح الرئيس تبون ورشات كثيرة بكل شجاعة وحارب الفساد أينما كان وأعاد الثقة لرجال الأعمال ومنح الأمل للشباب وحفظ كرامة المواطن، فكانت الدعوة كبيرة للترشح من طرف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب.